أسواق قلعية القديمة مقرات لاندلاع المقاومة والتحولات المكانية والزمانية


أسواق قلعية القديمة مقرات لاندلاع المقاومة والتحولات المكانية والزمانية


جمال البوطيبي

كانت اسواق قلعية القديمة تتحول من مكان لاخر بعد التوغلات الاستعمارية المتكررة على بلادنا سواء في تاريخه القديم او المعاصر وتنعدم الإشارات التاريخية والمصادر عن اسواقها القديمة الاماخلف قدماءنا من إشارات الى تلك الاماكن ومعها روايات شفهية تشارالىها
وتذكر الروايات الشفهية ومايحكيه معمري منطقة قلعية عن اسواقها القديمة كانت تتضمنها قلعية فيذكر بعضهم سوق اثري لانعلم زمن عمرانه الاما استقيناه من القدماء وهو سوق بوخماس بايت شيكر حيث يذكر معمر المنطقة السيد حمو عمار الشليوي ان السوق كان يتواجد بترارة اي اثران بني شيكر واسم دال على التجارة التي كانت سائدة وبوخماس يطلق امازيغيا بسوق العبيد وكان السوق مقصدا تجاريا لبيع العبيد ولاشك ان هذه التجارة في بني البشر كان سائدا قبل الاسلام في العهود السابقة للفتح الاسلامي كالعهد الفنيقي والقرطاجي والروماني والبيزنطي والوندالي فمنذ ان دخل الإسلام حرر العبيد من قيودهم واعتبرهم سواسية لاسيادهم اللهم الاعن جهل بعض اللذين ادعوا لانفسهم اسم الشريف او المرابط فكان البسطاء ضحية لهم فمنهم من وهب لهم الأراضي والأملاك والزوجات وأيضا العبيد.
وسوق الرومان بثغانيمين تحت مدشر اريحيين اسفل قمة تازوضا وبرجها التاريخي فيحكى ان المكان كان سوق في الغزو الروماني على موريطانيا الطنجية وذكر بعض الاشخاص عن اشارات رومانية منقوشة على صخور تحادي موضع السوق الاان المصادر التاريخية تبقى معدومة ماعدا الكشف عن العملة الرومانية التي اكتشفت باغيل امدغار فهي الشاهد على الجيوش الرومانية التي لربما قد شيدوا مستوطنات في قلعية .

أسواق قلعية القديمة مقرات لاندلاع المقاومة والتحولات المكانية والزمانية

سوق الرومان بتغانمين كوركو

اسواق اغيل امدغار القديمة والمعاصرة

فمن باب الظن الموثوق ان اغيل امدغار التي اكتشف فيها معالم للتواجد الفينيقي والروماني وغيرها كانت تتضمن اماكن تجارية قديمة ولكننا لانتوفر عن مصادر تاريخية تؤكد او تفيد بمواقعها الجغرافية ولكن بناء على ما استقيناه من معمري المنطقة فقد روي لنا عن اماكن عدة قيل انها كانت اسواق ومعالم تجارية يقصدها التجار من بعيد.
سوق ثوراث الاثنين باغيل امدغار
وتعني تلة سوق قديم يحادي جامع وزاوية الشيخ البغدادي بفرقة اشليون المدغرية وحكي لنا من طرف معمري المنطقة استباقا الى ماذكره احد الساكنة القدماء المكنى المقدم بوجمعة ان التلة الذكورة كانت تتضمن سوق اسبوعي يقصد تسوقه يوم الاثنين وحكى الشيخ كان عمرانه في العهد المرابطين اي الرابع الهجري ومن شدة افتقار الساكنة استعملوا أمعاء الماشية لنقل المواد السائلة كاالزيوت وغيرها الى مساكنهم يومها كانت الأكياس معدومة وأيضا كانوا يستعملون خيوط نقل الأسماك كما يفعل بالتين الجافة.
وتحول السوق الى منطقة اتوتوحا بتميزار ومن مراجع تاريخية تتحدث عن عمران وحاضرة تميزار إبان العهد الموحدي والإسماعيلي وقبل التطرق الى المصادر التاريخية لابد من استحضار الروايات الشفهية عن تلك الحاضرة وتوفر تميزار على معمل للصناعات التقليدية كغزل الزرابي والافرشة الصوفية ومعمل لتهييئ الاواني الخزفية فلازالت خربها تشار الى تلك الحاضرة فلا تجد مكانا لايحتوي على كسرات الخزف المتناثرة.

أسواق قلعية القديمة مقرات لاندلاع المقاومة والتحولات المكانية والزمانية

ولاسيما ان حاضرة تميزار كانت عامرة منذ العهد الإسماعيلي والمولى إسماعيل الذي عين عدة قادة على قلعية وأولهم محمد بن مسعود القيطوني الكعداوي المنتمي إلى أسرة ادريسية نزحت من فاس في العهد ألموحدي عام 1074هجري 1673للميلاد وعبر له السلطان المولى إسماعيل استحقاقه لرئاسة المجاهدين بقلعية وأهدى له فرس يسمى الجاردي أيامها كان حصار الاسبان يتوسع من كل ناحية وكان المجاهد والقائد القلعي مؤسس حرب هدم أبراج العدو الاسباني على قلعية وخاصة برج اقمقوم وتينرت المحاط بالمدينة السليبة والتي فقد سقط فيها 640 عسكري اسباني. المقاومة المغربية دكتور فكيكي صص.212.215 .
وبعد القائد مسعود خلف أخاه عمر بن محمد القيطوني وشارك في الحصار المفخم على مليلة ووحد القبائل القلعية والريفية وتطلب الحصار حضور القوات المخزنية المتمركزة بقصبة سلوان بقيادة المولى محمد بن المولى إسماعيل إلى غاية 1110ه-1697م ولازالت تميزار تحافظ على مسجد القائد عمر والمسمى باسمه إلى يومنا هذا ولااقول الجامع الوحيد الذي حافظ على الملامح والطراز المعماري الأندلسي بالريف وغير بعيد عن المسجد تتواجد مقر قيادته ومنزله. المقاومة المغربية دكتور فكيكي ص225.

فمن خلال الروايات الشفهية عن حاضرة تميزار كانت تضم معامل تقليدية لغزل الزرابي والافرشة التقليدية فكثيرا ماسمعنا بالمحلية ان تميزار كانت معلمة لغزل الزرابي الصوفية التقليدية كما تسمى محليا ب "رمامث "وكانت تسمى الزريبة الصوفية ب" ثعراوت"كما كانت تهيئ فيها الأواني الفخارية بشتى أنواعها كما ذكرنا أنفا.
وتحول سوق تميزار الى بني سيدال المكز في اواخر العشرينيات من القرن التاسع عشر وانشا سوق لاربع تلات سنة1927م فكان السوق رغم ضخامته يشهد اكتظاظا في كل اسبوع تشد اليه الرحال من القبائل المجاورة كالمطالسة واللحاينة والعروي وايت بوكافر وايت بويفرور وتمسمان وكبدانة التي ياتي منها تجار يتنوعون في بضائعهم المعروضة وكان السوق يتميز بالصناعات التقليدية الصوفية والخزفية فلازالت بعض الاسر في تلات تحافظ على انتاج تلك الخزفيات الى يومنا هذا وكانت اسوق قلعية شاهدة النداء السلطان العلوي محمد بن عبد الرحمان اثناء زيارته لوجدة في اوائل ذي الحجة اواخر اكتوبر 1848 ومن وجدة راسل السلطان مقدم محمد السيدالي قائدا على قلعية الذي قال فبوصولنا كتابنا اليك اشع في الاسواق النداء بالحركة وامرهم باخذ الاهبة والاستعداد فيها ان شاء الله . الناصري .الاستقصاء 9\16. المقاومة المغربية د.فكيكي مشكل الحدود صص.296.295