البوليساريو ضد الصحراويين الذين هربوا من مراقبتهم من أجل العودة إلى المغرب.


البوليساريو  ضد الصحراويين الذين هربوا من مراقبتهم من أجل العودة إلى المغرب.

Gemma Gil صحافي إسباني

استطاع أزيد من ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة تذليل العقبات التي تقف في وجه كل من أراد في يومنا هذا الهروب من تندوف والمنطقة المراقبة من طرف البوليساريو قصد العودة إلى المغرب، فالصحراويون الذين يرغبون في الوصول إلى الأراضي المغربية يتعرضون لمضايقات عنيفة ومزعجة من طرف ذويهم.
وفي الوقت نفسه قررت بعض المجموعات المعبأة من طرف بعض أفراد البوليساريو الذين يتنكرون تحت قناع المنظمات غير الحكومية وكذا بعض المشاغبين المتسللين من الجزائر تنفيذ عمليات مجابهة في مدينة العيون لغرض التنديد بهذا النزوح، وهو ما يعتبر في إطار الضوابط القانونية مظاهرة غير مرخص لها ينجم عنها الفوضى والشغب الذي يستدعي تدخل قوات الأمن كما هو جاري به العمل في جميع الدول.
وعلى الرغم من إصرارهم على ترويج أخبار خاطئة، فإن تحركهم الأخير الذي لم يحظ بتغطية من وسائل الإعلام يبين بوضوح ضعف جبهة البوليساريو التي فقدت ما تبقى من مصداقيتها كاملة بسبب موقفها المتصلب من مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية والذي لقي ترحيبا وتأييدا من لدن المجتمع الدولي.
إن جبهة البوليساريو لا يجب أن تستمر في خداع الصحراويين.
إن كتابة هذه السطور سيجر في الأيام المقبلة بعض أفراد البوليساريو المحميين في إسبانيا وفي أماكن أخرى من العالم إلى الشروع بكيفية منتظمة في سحب المصداقية عن التحاليل الصحفية عبر تلفيق التهم للصحفيين الذين ينحصر عملهم في نقل الخبر بكل تجرد وواقعية من خلال انطباعهم الخاص حول النزاع، إنه إزعاج يأخذه المرء على عاتقه مع إدراك أن حرية التعبير ليست حقا لهم فقط، بل حق مكفول أيضا لمن لا يرى النزاع من الزاوية نفسها.

في الشهور الأخيرة قمنا بإدانة عزم بعض الجهات التابعة للبوليساريو العودة لحمل السلاح، هذه الجهات التي كانت مدفوعة من طرف من يعيشون سعداء في إسبانيا غير مبالين بالحرمان الذي يتعرض له من طرف البوليساريو أولئك الذين ما زالوا لعقود طويلة يعيشون حياة عسيرة محفوفة بالصعوبات والمخاطر في الصحراء داخل التراب الجزائري، لقد آن الأوان لبعض الأشخاص أن يتخلوا عن الأحاسيس الرومانطيقية لأن قراءة التقارير المعدة من طرف المحللين الدوليين تكفي لنكتشف الضرورة الملحة التي تحتم على الاتحاد الأوربي والجزائر والمغرب بمعية الدول الكبرى الأخرى العمل معا وبذل المزيد من الجهود المشتركة لمحاربة خطر الإرهاب الذي ما فتئ يستقطب اليائسين من السياسة الاستبدادية التي تنهجها طغمة من قياديي جبهة البوليساريو الذين ينعمون بالعيش الرغيد.
لقد حان الوقت لبعض الأشخاص لكي يتخلوا عن تلك المطالب القديمة التي يستغلون بسببها معاناة أتباعهم قصد الجري وراء الدعم والمساندة، كما حان أوان التعقل والإدراك السليم والنظر في إمكانية اندماج الصحراويين في الحياة الوطنية للمغرب بلدهم الطبيعي والمساعدة في النهضة لمواجهة التحدي الذي وضعه الملك محمد السادس بنفسه أمامهم، أي التدبير الذاتي لمنطقة تمتلك إمكانيات هائلة.
سيستمر العالم يخطو خطواته إلى الأمام، وعليه يجب على الصحراويين من باب العدل والإنصاف أن يتمتعوا بأرضهم ووطنهم المغرب الذي برهن عن إمكانيات واعدة لتحقيق التنمية المستدامة، ورغبة كبيرة في جلب الاستثمارات، وجهود مستمرة في سبيل رفع وتحسين المستوى المعيشي والحياتي للمواطنين والنهوض بحقوقهم الاجتماعية.
سيكون من المؤسف ألا تستغل هذه الفرصة التاريخية، ونعود لنقول لجبهة البوليساريو: كفى من الاستمرار في خداع أهلك من الصحراويين.