زميلة العمل "كائدة" مصائب


زميلة العمل "كائدة" مصائب
نهى السداوي / سيدتي


لا يخلو مجال العمل من وجود شخصية الزميلة الغيورة "كائدة المصائب"، فالغيرة بين زملاء العمل شر لابد منه، وأمر موجود مهما حاول المرء أن يغير ويبدل من عمله تجنباً لتلك الشخصية، إذ سيجدها دائماً، فهذا أمر واقع ومسلم به في بيئة العمل التي يجب أن يظهر بها شخص غيور يتصيد الأخطاء لأحدهم، ويقوم بوضع العراقيل والمكائد للآخرين، فكيف تتعاملين مع شخصية "كائدة المصائب" وتبتعدين عن شرورها النفاذة المصحوبة بحقد الغيرة الدفين؟
"سيِّدتي" ناقشت تلك الجوانب لإيجاد الحلول الناجحة للتعامل مع تلك الشخصية مع المدربة في مجال التنمية البشرية فاطمة عيسى عبدالعزيز من خلال السطور التالية:

• "كائدة المصائب" شخصية عاجزة وضعيفة
توضح المدربة فاطمة أن الشخصية المسماة "كائدة المصائب" تظهر في الغالب نتيجة طبيعة بيئة العمل التي تحتوي على عدد كبير من الأشخاص مختلفي الطباع والعادات والتقاليد، وهذا له دور كبير في إثارة المنافسة والغيرة بين الزملاء، وقد تكون الغيرة إما محمودة أو مذمومة، فالمحمودة هي التي تعطي للمرء حماساً للعمل بكفاءة عالية دون أن يؤذي غيره، والمذمومة هي التي تتمثل في الشخصية التي تغير من زميلاتها، فتسلك أيسر الطرق وأسهلها لتدمير نجاح الأخريات وإيصالهن إلى الفشل من خلال إقصائهن وتصيد أخطائهن من باب الظهور والتميز كونها شخصية مريضة وأنانية وضعيفة تغطي عجزها بسلوكها.

• تأثير تلك الشخصية على بيئة العمل
بالتأكيد لوجود مثل هذه الشخصيات تأثير سلبي على بيئة العمل، إذ تتحول إلى معسكر خصومات وخنادق حرب غير مأمونة يغيب عنها جو الود والتنافس الشريف وتمتلئ بالسلبية والشحن، فيضعف إنتاجها وتهزل علاقاتها.

• 4 طرق ناجحة تمكن الموظفة من التعامل مع شخصية" كائدة المصائب" في العمل
يجب على كل سيدة عاملة أن تدرك أن ملخص التعامل مع هذا النوع من الشخصيات يندرج بالأساس تحت أربعة حلول رئيسية، وهي: التجنب، الابتعاد، التغيير، التأثير:

1. الطريقة الأولى: التجنب
أن تقبل بالأمر الواقع، وأن لا تفعل شيئاً مقابله، فأحياناً لا تمتلك غير محاولة التأقلم مع تلك الشخصية دون الاحتكاك بها تفادياً لتفاقم الخلافات، بالإضافة إلى ترك أثر التهميش واللامبالاة تجاه تصرفاتها.

2. الطريقة الثانية: الابتعاد
يجب أن تعلمي سيدتي أنه لا توجد دائماً حلول مثالية لكل المشكلات، فلا يجب إهدار طاقتك لتتعاملي مع مكائد تلك الشخصية وإضاعة الوقت في مناقشتها أو متابعتها، فقد يكون الحل أحياناً هو الابتعاد عن عالمها وعدم الانشغال بها وتوجيه كل طاقتك في بذل الجهد الكافي لإنجاح عملك دون عناء التفكير بها.

3. الطريقة الثالثة: التغيير
المقصود هنا تغيير سلوكك مع تلك الشخصية من خلال تغيير أفكارك نحوها، وحاولي أن تنظري لها بشكل مختلف، كذلك افهمي دوافعها والتمسي لها الأعذار، فتغييرنا لأنفسنا قد يؤدي لتغيير تصرفات الآخرين معنا، كما أن من الممكن أن يؤدي التغيير إلى تحريرنا من ردود الأفعال التقليدية التي تعودنا على ممارستها، ومن الهام تغيير السلوك لتوفير الإرادة والمرونة لاختيار الحل.

4. الطريقة الرابعة: التأثير في السلوك
أن تتقبلي تلك الزميلة كما هي، وتحاولي الترفع عن سلوكها السيئ، والتقرب أكثر منها، والإصغاء إليها لتفهمها، ثم محاولة نصحها وتوجيهها لتغيير سلوكها، فاللطف وحسن المعاملة عموماً لا يعتبر مكافأة لهذه الفئة من الناس، بل هو في الأصل نابع من إيجابيك وطيبتك وثقتك بنفسك وعملك، والتي يجب ألا تتأثر أو تتغير بالتعامل معهم، فأنتِ تتعاملين مع الناس بأخلاقك وليس بأخلاقهم.