"شاطئ خاص بالنساء" يقسم فايسبوكيين مغاربة بين مؤيد ورافض


"شاطئ خاص بالنساء" يقسم فايسبوكيين مغاربة بين مؤيد ورافض
خالد مجدوب * (صورة - منير امحيمدات)

"شاطئ خاص بالنساء في المغرب"، مطلب يخلق جدلاً بين المواطنين، وخصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد له ومعارض، وذلك في ظل ارتفاع صراع الأفكار والاختيارات بين تيارات داخل المجتمع، في الأشهر القليلة الماضية.

جاء هذا الجدل على خلفية إنشاء صفحة على موقع "فيسبوك"، من قبل نساء بمدينة طنجة، شمالي البلاد، أطلقن عليها اسم "بحر النساء.. حملة المطالبة بفضاء سباحة للنساء بطنجة"، بسبب ما اعتبرنه "تنامي ظاهرة العنف والتحرش بشواطئ المدينة".

وفي الوقت الذي رأى فيه بعض رواد "فيسبوك"، أن هذا المطلب غير منطقي على اعتبار أن البلاد تجاوزت الأمر، يرى مؤيدو الفكرة أن حالات منع محجبات في عدد من الفنادق والمنتجعات من السباحة بلباس محتشم (يغطي الجسم والرأس)، يتعارض مع حرية الأفراد، وهو ما يقتضي تخصيص شواطئ خاصة بالنساء.

وقال علي الشعباني، الخبير المغربي في علم الاجتماع، للأناضول: "حتى السبعينات من القرن الماضي، كانت طنجة تعرف شواطئ خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، إلى جانب شواطئ مختلطة، وهو ما يعني أن فكرة شاطئ خاص بالنساء ليست جديدة بالبلاد".

وأضاف الشعباني أن "مثل هذا المطلب يستجيب لبعض شرائح المجتمع المغربي، وذلك في ظل اختلاف الأفكار والمعتقدات".

وتابع قائلاً: "يجب عدم فرض شيء معين على المواطنين، إذ أن تعميم شواطئ مختلطة غير مقبول، وأن تكون شواطئ مخصصة للنساء غير مقبول أيضاً، ولكن المنطقي توفير مختلف الفضاءات لجميع الشرائح المجتمعية على اختلاف أذواقها وأفكارها".

وحذر الخبير نفسه، من الصراعات السياسية أو الأيدولوجية في مثل هذه المواضيع، مشدداً على ضرورة اعتماد الحكومة "سياسيات عمومية تلبي حاجيات جميع الشرائح المجتمعية".

وجاء في تلك الصفحة النسائية على موقع التواصل الاجتماعي بحسب رصد مراسل الأناضول: "المشكلة أن هناك بعض الناس على وجه الخصوص، لا يستطعون الاستفادة من العطلة والاستمتاع بالسباحة لعدة أسباب، بينها تنامي ظاهرة العنف والتحرش في مدينة طنجة عموماً، وعلى شواطئها بشكل خاص، ومعظم النساء يتجنبن الاختلاط فلا يردن معصية الله بالتعري أمام الرجال، كما أن الاختلاط يتنافى وأعراف المدينة التي كانت ولا تزال مدينة محافظة".

وأضافت الصفحة: "بالمقابل نجد أن كثيراً من الناس يقبلون بهذا الوضع (الاختلاط في البحر) بحجة أنه لا يوجد بديل"، مطالبة بتخصيص شاطئ للنساء.

واستدركت نساء الصفحة بالقول: "الأكيد أننا لا ندعو إلى تعميم الفكرة على جميع شواطئ المدينة، لأن الكثير من الناس يحبون الذهاب إلى البحر في جماعات ومع عائلاتهم، كما أن طنجة مدينة سياحية يتوافد عليها السياح من العالم بأسره ".

وعرفت شبكات التواصل الاجتماعية وخاصة "فيسبوك" جدلاً حيال هذه القضية.

وقالت فاطمة بوغنبور، إعلامية مغربية في تدوينة: " أعجبتني جداً فكرة المطالبة بتخصيص بحر للنساء في طنجة، والتي أطلقتها بعض الناشطات على الفايسبوك، لكني لست مع ربطهن لها بالدين والأخلاق، وغيرة الأزواج، وكأن باقي الشواطئ هي لمن لا دين له ولا أخلاق ولا غيرة..أراهن أن الفكرة لو تحققت ستقصد هذا الشاطئ فوراً حتى أكثر النساء حداثة وتحرراً".

وتابعت "هناك شيء خفي جداً غالبيتنا لا يعلم مصدره بالضبط ، وأنا منهم، يصيبني بالفتور من ارتياد شاطئ مختلط بكل الأجناس والأعمار والطبقات الاجتماعية، ليس في الأمر دين أو أخلاق أبداً، هي فطرة فقط معزولة عن كل التأثيرات الاجتماعية والدينية".

في المقابل، قال الشاب محمد باشا، في تدوينة له: "أكيد أن مثل هاته (هذه) المطالب تكون غالباً مسيسة ولا تحمل أي طابع ديني، لأنها تحمل في طياتها سلبيات أكثر من الإيجابيات، فهل شاطئ خاص بالنساء له أي جدوى؟، وهل باعتبار دولة الحق والقانون تسمح لفئات أخرى بحق المطالبة بنفس الشئ على اعتبار الجنس أو العرق أوالنوع".

*وكالة أنباء الأناضول