فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور يبصم على إبداعات مولاي الحسن بنسيدي علي


تقرير: جمال أزراغيد


واصل فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور أنشطته الثقافية بتنظيم لقاء ناجح لقراءة وتوقيع الأعمال الإبداعية للكاتب المبدع مولاي الحسن بنسيدي علي، وذلك مساء يوم السبت 28 نونبر2015 بدار الأم للتربية والتكوين بالناظور. استهل اللقاء المسير، كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب ،الأستاذ جمال أزراغيد بكلمة رحب فيها بأصدقاء الاتحاد والمحتفى به وبالضيوف الذين تجشموا تعب التنقل من وجدة وبركان ، وكذا السيد باشا مدينة الناظور وعضوة المجلس البلدي ومجلس الجهة الدكتورة ليلى أحكيم، وأعضاء وعضوات المجلس البلدي بأزغنغان ومراسلي المواقع الالكترونية والورقية بالمدينة الذين لبوا نداء الثقافة ودعوة الاتحاد لحضور هذه الاحتفالية المميزة ، وهذا يعتبر تشجيعا لنا على مواصلة اجتراح أنشطة ثقافية جادة. ثم استعرض الخصال الإنسانية والأدبية للمحتفى به والتي مكنته من ربط شبكة من العلاقات الإنسانية داخل المدينة والجهة وعبر امتداد الوطن ،والحضور النوعي والكثيف دليل ساطع على ذلك.كما ذكر بأعماله الإبداعية الوافرة والموزعة مابين القصة القصيرة (من الهدهد إلى الحكيم ـ رسم بريشة القمر) والرواية (غادة العامرية) والمسرح (عودة أريز ـ صهيل الجياد) والزجل ( خويا العربي ـ لميمة ) فضلا عن ممارسته للتمثيل والخربشات التشكيلية... وهنأه على إصداراته داعيا له بالتوفيق والتألق في مشواره الإبداعي . كما لم يفته أن يشكر مديرة دار الأم للتربية والتكوين التي وفرت للاتحاد هذا الفضاء للقيام بهذا النشاط الثقافي وكذا الأساتذة المشاركين ، وهم بالمناسبة أعضاء اتحاد كتاب المغرب، لهم حضور في المشهد الثقافي بإنتاجاتهم الشعرية والنقدية والقصصية.وأشار بأن برنامج الاتحاد هذه السنة مكثف بالأنشطة الثقافية التي ستكون بمعدل نشاط أو نشاطين شهريا داعيا الحضور إلى التتبع والاهتمام بها..

وبعدئذ أعطى الكلمة للدكتور امحمد أمحور الذي قدم مداخلة موسومة بـ :"قراءة في ديوان لميمة". افتتحها بذكر مجموعة من الاعتبارات التي دفعته لإنجاز هذه المداخلة ، أهمها:
ــ حضور الكاتب في مجموعة من المحافل الثقافية؛
ــ حمله للهم الثقافي ؛
ــ انخراطه في قضايا الإبداع الحق والوطن.
ورأى أن بعد صدور عمله الأول وهو ديوان الزجل "خويا العربي" إلى اليوم قد تقوى عود كتابته الإبداعية. فهو زجال مهووس بفن الزجل الذي يتصف عنده بمجموعة من الخصائص، أهمها:
ــ وجود شطحات صوفية ، إذ يمارس التصوف إبداعا...
ــ زخمه بالروحانية ونظرته إلى الوجود وفلسفته في الحياة؛
ــ صدق التجربة؛
ــ الإشادة بالموروث الثقافي والحضاري المغربي؛
ــ استنهاض الهمم وتربية الأجيال على القيم الإنسانية النبيلة؛
ــ اتخاذ النص المقدس مرجعية ؛
ــ الدعوة إلى الفضائل والاشمئزاز من الرذائل.
هكذا فالثقافة عند الزجال تمتح من مصادر مختلفة حيث تصبح الثقافة المغربية ـ بالنسبة له ـ هي الكل الذي لا يمكن تجزيئه.
أما المداخلة الثانية فكانت من نصيب القاص الأستاذ ميمون حرش والتي جاءت تحت عنوان: "عن رسمك للقمر يامولاي"، استهلها بتقديم مجموعة من الملاحظات، أهمها:
ــ حب الكاتب للمسرح حيث يكتبه ويمثله؛
ــ الانسياق إلى كتابة القصة القصيرة جدا ومجموعته "رسم بريشة القمر "نموذج؛
ــ معرفته للآخر مقرونة بالمحبة؛
ــ توفره على كاريزما خاصة.
وبعده أعلن أن قراءته ليست أكاديمية وإنما هـي قـــراءة قـــــــارئ شغوف بالقراءة. وعلى هذا الأساس سجل مجموعة من الانطباعات حول المجموعة القصصية "رسم بريشة القمر":
ــ كلمة "القمر" الواردة في عنوان المجموعة بحث لها عن مسوغ في الشعر العربي والأغنية العربية ليخلص بأن القمر رمز من رموز الجمال . والقاص عاشق للجمال الذي يعتبره فعلا يدين به القبح . كما وجد أن 80% من نصوص المجموعة تتحدث عن المرأة في علاقتها بالذكر وليس الرجل. والمرأة رمز الجمال غالبا ما وصفت بالقمر..ثم نقب في ماهية الكلمات استنادا إلى نماذج في الثقافة العربية كالروائي حنا مينه . وبذلك فالكاتب يعي قوة الكلمات في منح أشياء كثيرة. وفي الأخير لاحظ الأستاذ حرش أن المجموعة تكرم المرأة من خلال استحضار قضايا مختلفة ومسوغ لمنح رؤية الكاتب، وهذا هو هدفه.
وأعقبه الدكتور نورالدين أعراب الطريسي الذي وسم مداخلته بـ:"حداثة نص الرواية في رواية ''غادة العامرية''" مقسما إياها إلى ثلاثة محاور:
المحور الأول خصه لمضمون الرواية:حكاية مهاجرة سورية تتفق مع زوجها بالالتقاء على حدود تركيا لكن لم يتم ذلك لالتحاقه بالثورة السورية ، فواصلت الطريق الذي تعرضت فيه إلى عدة متاعب ومضايقات إلى أن بلغت المغرب أرض الأمان والأمن......
والمحور الثاني خصه لسؤال التصنيف الأجناسي ، إذ رأى أن هناك تداخلا بين السيرة الذاتية والرواية لطبيعة الضمائر المستعملة.كما حلل ودرس البنية السردية ووضعية السارد ومميزات السرد. وبعد دراسة المضامين والأبعاد الفنية مع التمثيل لها من متن الرواية، انتقل إلى المحور الثالث المعنون بـ:" بين الكلاسيكية والحداثة الروائية" مبرزا الفرق بينهما ثم تطرق لأنواع الحوار في الرواية (الحوار النفسي ـ حوار الحجاج والبرهان ـ الحوار المسرحي..)، ولتعدد وأنواع الأمكنة (مفتوحة ومغلقة)، غير أن ما يميزها هو ربط بعضها بالصور الفوتوغرافية للإيهام بواقعيتها.
وخلص في الأخير إلى سمات الحداثة في رواية"غادة العامرية":
ــ رواية الشخصية المركزية؛
ــ اكتساح الزمن النفسي (زمن القهر والاستبداد)؛
ــ الخروج عن الخطاطة السردية التقليدية؛
ــ اعتماد مبدأ الحوارية وتداخل النصوص المتنوعة كالنص التاريخي والديني والقانوني والإنجليزي وكليلة ودمنة ....
وبعدئذ فسح المجال للإدلاء بشهادات في حق المحتفى به من طرف أصدقائه ومعارفه المبدعين والتي جاءت على التوالي: الخضر الورياشي، مراد الميموني، بنيونس الحجازي، رشيد العالم، زلفى أشهبون، سميرة جغو، والشاعر محمد يويو الذي أتحف الحضور بقصيدتين معبرتين. وقد أجمع الكل على محبة الرجل ونبل أخلاقه وإحساسه الإنساني والأدبي وفضائله على الشباب المبدع واسترجاع بعض الذكريات التي جمعتم بالمبدع في صغره وسفرياته ويومياته ...
ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به المبدع مولاي الحسن بنسيدي علي الذي شكر فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظورعلى هذه الالتفاتة الراقية كما شكر الأساتذة المتدخلين على قراءاتهم القيمة لإبداعاته وأسرته الصغيرة وبالأخص زوجته التي وفرت له كل ظروف الكتابة..
وبعد الانتهاء من كلمته قدمت الشواهد التقديرية للمشاركين والمحتفي به مع هدايا عربون محبة وتقدير وارفين. ولما خلت له المنصة وقع لأصدقائه وقرائه إبداعاته المتعددة مع أخذ صور تذكارية..