
عثمان العاطفي:
طفت على سطح المشهد الإعلامي الإسباني ،بجزر الكناري، خلال الأسابيع القليلة الماضية، نقاشات تصب في اتجاه واحد، حول "خطورة" تنامي أعداد المغاربة المقيمين ب"كنارياس"، حيث يساهم مجموعة من الأكاديميين في خلق أجواء ترمي في عمومها إلى ربط ظاهرة هجرة المغاربة ،السوسيواقتصادية، نحو الأرخبيل بأحداث سياسية بين المغرب و إسبانيا. حيث لوحظ حراك إعلامي ممنهج، غايته تقوية أطروحة الانفصاليين الصحراويين عبر التذكير بفترة تواجد الكناريين بالصحراء المغربية.
و تنامت مخاوف الإعلاميين و السياسيين الكناريين على السواء بعد زيارة رسمية لرئيس الحكومة المستقلة لجزر الكناري "أدان مارتين مينيس" للمغرب منذ شهر ماي الماضي، مرورا بأزمة "أميناتو حيدر" بين المغرب و إسبانيا أواخر السنة الفارطة، إلى درجة نعت أحد الإعلاميين هجرة المغاربة إلى كنارياس بـ "مسيرة خضراء ثانية مماثلة للمسيرة التي سلبت الصحراويين أراضيهم"، حسب تعبيره، بل ذهب البعض منهم أبعد من ذلك، منددا بالقمة المغربية الإسبانية المزمع عقدها خلال هذه السنة بالأرخبيل، و اتهموا رئيس الحكومة "خوسي لويس روديغيث ثاباتيرو" " بالتواطؤ" مع المغرب و "خيانة" الإسبان بكنارياس.
من جهة أخرى، بدأت موجة من الاحتجاجات في أرخبيل جزر الكناري من أجل المطالبة بالاستقلال عن إسبانيا، والانفصال عن حكومة "خوسي لويس روديغيث ثاباتيرو". فبدء بخروج، نهاية شهر أكتوبر الماضي، أكثر من 3000 مواطن من جزر الكناري بجزيرة"تينيريفي" في مظاهرة عارمة تعتبر سابقة من نوعها من أجل ما وصفوه بـ "إنهاء الاستعمار والتحرر". المسيرة التي دعت إليها جمعيات الشباب الموالية للاستقلال تجاوزت كل التوقعات الأمنية. حيث ندد المتظاهرون بـ "سيطرة الحكومة الإسبانية على أموال جزر الكناري" و"العائدات المالية التي يجلبها قطاع السياحة في الأرخبيل والتي تذهب مباشرة إلى العاصمة مدريد"، مطالبين "بإعادة استثمارها في جزر الكناري" التي تعرف نسبة بطالة تصل إلى 27 بالمائة ..
وقد وجهت يومية «إلديا» الإسبانية رسالة إلى رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو تطالبه فيها برفع وصايته وسيطرته على جزر الكناري. وتقول الرسالة: " إن الأولوية المطلقة حاليا هي استقلال جزر الكناري، و أن أوهام رئيس الوزراء غير منطقية". ونصت الرسالة الموجهة إلى "ثاباتيرو" "على الرغم من كون حكومته تتبرأ من هذا الموضوع فإنها أيضا تتجاهل قرارات الأمم المتحدة التي توصي بإنهاء الاستعمار في جميع أنحاء العالم، بما فيها جزر الخالدات، سنة 2010." يجب على جزر الكناري أن تكون حرة وذات سيادة" تقول الرسالة، مشيرة إلى "الجرائم المروعة التي ارتكبها أسلافه بهدف السيطرة على الجزيرة وأنه من المستحيل على إسبانيا التي تسعى الآن لاستعادة صخرة جبل طارق في عام 2010، أن تبقى متمسكة بالحفاظ على المدينتين سبتة ومليلية في المغرب وجزر الكناري التي تقع على بعد 2000 كيلومتر من إسبانيا. إنها محاولة يائسة للسيطرة على هذه المناطق النائية لتحقيق مصالح إسبانيا الاستراتيجية"، مشيرة إلى أن "ثاباتيرو" يتصرف كما لو كنا في سنة 1493، عندما سيطرت إسبانيا والبرتغال على جنوب غرب مضيق جبل طارق. وكانت نفس الجريدة الإسبانية قد دعت حكومة مدريد المركزية إلى تسليم مدينتي سبتة ومليلية إلى السلطات المغربية باعتبارهما ترزحان تحت الاستعمار الإسباني.
للإشارة، يبلغ عدد المغاربة المقيمين بجزر الكناري حوالي مائتي ألف مقيم، منهم من يقيم بصفة غير قانونية، أو حاصلون على ترخيص بالإقامة، أو حاصلون على الجنسية الإسبانية، ستون بالمائة منهم ينحدرون من الناضور و ضواحيها . إلا أن نقص التأطير الجمعوي أو حتى الرسمي، من لدن المغرب، يجعل من الجالية المغربية بجزر الكناري غائبة عن الحقل السياسي و الثقافي المحلي، رغم توفر عدد منهم على إمكانات مادية مهمة... رغم مزاولة عدد كبير من أوائل المقيمين للنشاط التجاري أو السياحي الفندقي. وفي غياب تام للقنصلية المغربية ب "لاس بالماس" ليبقى الحال على ما هو عليه...

-
طنجة.. رسو أول باخرة ركاب على متنها مغاربة أوربا - صور
-
بلجيكا : السجن 30 عام لمهاجر مغربي قتل زوجته
-
مغاربة بلجيكا يحتفلون بالذكرى ال 43 لانطلاق المسيرة الخضراء
-
بعد تخليها عن رئاسة الحزب .. ميركل تقرر عدم خوض الإنتخابات المقبلة
-
الكوميدي بوزيان وفرقته في جولة أروبية جديدة لعرض المسرحية الأمازيغية "رماس"
