الداخلة.. دعوة إلى توفير بيئة ملائمة لتمكين الشباب الافريقي من المساهمة في تنمية بلدانهم


الداخلة.. دعوة إلى توفير بيئة ملائمة لتمكين الشباب الافريقي من المساهمة في تنمية بلدانهم
تليكسبريس
تصوير محسن الادريسي


سلطت الدورة الخامسة لمنتدى كرانس مونتانا في يومها الأول، الضوء على شباب إفريقيا الذي توافد بشكل كبير على لقاءات نظمت أمس الجمعة، في مشهد شبيه بمختبر للتشخيص والرصد.

فمن إثيوبيا إلى نيجيريا ومن تونس إلى موريتانيا، أبان الشباب الحاضرون ضمن فعاليات المنتدى عن وعي مؤكد للمشاكل التي تعترضهم والمتطلبات اللازم استيفاؤها لفائدة بيئة ملائمة لتفتح مواهبهم وقدراتهم.

وأصبح إقصاء الشباب، الذي يمثل 70 في المئة من ساكنة القارة، يعيق التنمية ويؤخر من التقدم الذي تطمح إليه الساكنة الإفريقية. ومع تنامي الإقصاء بسبب النزاعات والأمن الهش في عدد من بلدان القارة، يجد الشباب نفسه محروما من موقعه ومؤهلاته. وينضاف إلى كل هذا، مشاكل اجتماعية جمة من قبيل التعليم والصحة والترفيه الثقافي، وكذا تدفقات الهجرة والإرهاب التي تسود عددا من المناطق الإفريقية.

وأمام هذا الواقع، يبدو لزاما على الفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني والشباب توحيد جهودهم، بشكل استعجالي، من أجل استكشاف الوسائل القمينة بتمكين الأجيال الصاعدة من الأدوات الكفيلة بجعلها تأخذ زمام الأمور وتساهم بشكل نشيط في التخطيط للسياسات العمومية.

وحسب الأمين العام لاتحاد الشباب الإفريقي، سليمان سيديبي، تكمن الخطوة الأولى نحو الحل في الاعتراف بالعديد من التحديات التي تواجه الشباب والمتعلقة أساسا بالتعليم والتكوين والشغل، ونقص مساحة للتعبير والوصول إلى صناعة القرار، مضيفا أن المرأة تواجه مزيدا من الصعوبات في هذا الاتجاه، بل إنها "تتعرض للتمييز في بعض الأحيان".

وأبرز سيديبي أهمية مشاركة الشباب بفعالية في تنمية بلدانهم، على اعتبار أن "مسؤولية تغيير المعطيات تعتمد على الشباب نفسه أولا"، لأنهم "مدعوون إلى التعبئة والتنظيم للتعبير عن مطالبهم سلميا من خلال الآليات السياسية للمشاركة في مسلسل صنع القرار".

وفي الإعلان النهائي الذي توج أشغال منتدى الشباب الإفريقي، دعا القادة الشباب إلى تشجيع تنقل الأشخاص والسلع عبر القارة الإفريقية الذي كان على الدوام، نقطة قوة في تثمين التمازج الثقافي والاستقرار الاقتصادي ووحدة الشعوب الإفريقية، داعين في هذا الصدد، إلى تسهيل هذا التنقل بهدف الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وبعد أن أكد أن هذا التنقل تقلص اليوم، بسبب تنامي موجات الإرهاب وانعدام الأمن والجريمة المنظمة، شدد الإعلان على ضرورة النهوض بالحوار بين الأجيال من أجل تحقيق السلم والتماسك الاجتماعي والعيش المشترك. ومن هذا المنطلق، يجد الشباب الإفريقي نفسه اليوم، أمام تحديات جمة خاصة في مجال الأمن، تزداد معها أهمية الدور المنوط بهم للمساهمة في إنجاح مسلسل السلام بالمنطقة.

وفي هذا الصدد، أبرز رئيس المجلس الوطني للشباب في نيجيريا، بينو بالا شاغاري، أن في بلاده، على سبيل المثال، تعيق المشاكل الأمنية منذ سنوات، تنمية ورفاهية الشباب بعدد من مناطق البلاد، مضيفا أن الشباب مطالبون اليوم بأخذ زمام أمورهم وأن السلطات ملزمة بتوفير الكفاءات والقدرات اللازمة لبدء تغيير إيجابي ومثمر لكل بلد إفريقي وفي القارة بصفة عامة.

ولم يفوت المشاركون في المنتدى الفرصة للتأكيد على الجهود المبذولة في هذا الإطار من طرف عدد من البلدان الإفريقية كالمغرب وإثيوبيا ورواندا، والتي تشكل مصدر أمل للشباب، مشيدين على الخصوص، بمصادقة الاتحاد الإفريقي على الميثاق الإفريقي للشباب وقرارات الأمم المتحدة رقم 2250 و1924.

وقالت الإثيوبية، بيتانيا لاولو بيرهانو رئيسة التحالف من أجل الريادة والتنمية في إفريقيا، إنه بعد وصول امرأة إلى رئاسة البلاد وتشكيل حكومة قائمة على المناصفة، تغيرت نظرة الشباب الإثيوبي بشكل كامل للسياسة والسياسيين في البلاد.

ويبقى التأكيد على أن الجهود الحكومية تبدو مهمة من أجل إقلاع الشباب وتقوية قدراتهم والنهوض بوضعيتهم، بمساهمة كافة الفاعلين من مجتمع مدني ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية والفاعلين الثقافيين والفنيين والمقاولين.