
ناظور24: طارق الشامي بتنسيق مع الفنان مصطفى اينيض
سر كبير يكتنف منطقة أزغنغان المحادية للناظور فيما يخص عدد الفنانين الذي أفرزتهم هذه المدينة الصغيرة الجميلة والمناطق المحاذية لها ، نادرا ما نجد منطقة بتامازغا التي أنجبت البطل الشهيد سيذي محمد أمزيان الذي استشهد دفاعا عن هذه الارض الطاهرة واعتلى قائمة الابطال الكبار. ومنذ السبعينات انفجرت قوات إبداعية في هذه المنطقة وأعطت فنانين ذيع صيتهم داخل تامزغا وخارجها . فنفس منطقة أيت سيذار التي أنجبت البطل سيذي محمد أمزيان ، هي التي أنجبت عميد الاغنية الريفية الملتزمة الفنان الوليد ميمون وخلال نفس الفترة التي لمع فيها نجم هذا الفنان الكبير، ظهرت فرق موسيقية كثيرة راقية الذوق وعالية الوعي الثقافي والسياسي . فإريزام ، بنعمان ، إميران، أجاج، إين أومازيغ ، كلها ولدت في هذه المنطقة الجميلة وسيظهر فيما بعد فنانون آخرون لا يتسع المجال لذكرهم والبعض منهم كبلال مثلا والمنشد المحترم إسماعيل بلعوش وظهور النجم الفنان الشعبي الكبير ميمون رفروع الذي كان في السبعينات ضمن فرقة إميران والقائمة طويلة .
بجانب الفن الموسيقي بدأت أزغنغان تنجب فنانين واعدين على المستوى السينيمائي والتلفزي أيضا وهذا ما يهمنا في هذا الحيز طبعا حيث سنتطرق إلى وجه صاعد يبشر بمستقبل واعد في حقل التمثيل التلفزي والسينمائي .

هيام لمسيسي ، شابة ظريفة لا تفارق الابتسامة محياها ،ابنة أزغنغان الشامخة، استقبلتها هذه المدينة الجميلة في شهر فبراير من 1988 . ترعرعت في هذه المدينة لتصبح أحدى أهم الوجوه المألوفة في الحقل التلفزي والسينمائي الريفي . رشاقتها وبساطتها و تواضعا صنعتا منها فنانة من طراز خاص . من السابق لاوانه أن نقول أنها ممثلة كبيرة وإلا سنكون قد تجاوزنا عمرها ولكن بالرغم من قلة الامكانيات التي تخلق الفنان المحترف عندنا، فقد استطاعت هيام أن تفرض نفسها على الساحة الفنية بالريف وتشتغل مع فنانين ومخرجين كبارا .
فالى جانب تشخيص الادوار على الخشبة او امام الكاميرا ، تتميز هيام أيضا بصوت غنائي جميل أهلها لآن تشارك في مسابقات محلية ودولية نذكر منها مشاركتها في برنامج " ستار أكاديمي " الذي كانت تبثه قناة " ل-ب-سي " اللبنانية كما شاركت في مهرجانات موسيقية كثيرة عبر تراب تامازغا.
مشاركتها هذه واحتكاكها مع الجمهور ، مهد لها وبسهولة الطريق نحو المسرح طبعا حيث كانت أول مشاركة لها في مسرحية" ثيرجا برا ثيري أو " أحلام بدون ضلال " من إخراج أحمد العلاوي ، وتستعد حاليا لمنتوج ابداعي جديد من تأليف الاستاذ أحمد زهيد ستشارك فيه شخوص المسرحية مع الفنان الممثل المتميز محمد كمال المخلوفي " بوزيان" ، المسرحية تحمل عنوان " رماس" أي المحطة . و ستعرض نهاية هذا العام في مختلف المدن الهولندي الكبيرة .

بجانب المسرح ، اقتحمت هيام وبفضل حيويتها و اجتهادها المجال التلفزي والسينمائي حيث ستطل علينا من خلال فيلم " ثامنت أوريري" للمخرج علي طاهر ، ومن خلال الفيلم القصير " آية " أو الثلاثاء من توقيع محمد بوزكو . ثم تقفز هيام إلى السينما لتطل علينا من خلال فيلم " يما " " أمي" للممثل القدير والمخرج رشيد الوالي ،حيث اطلت علينا في أجمل شريط تلفزي ريفي " السكوت القاتل" للمخرج و المبدع أكسل.
و قد سبق ان ظهرت هيام في أول سلسلة كوميدية " تار الصحث ذ رهنا واها " للمخرج محمد أمين بنعمراوي . وتعود هذا العام لتسجل وتفرض إسمها من خلال السلسلة الكوميدية الجديدة 2X2 كشخصية رئيسية في كل الحلقات تقريبا .
بجانب هذا كله ظهرت هيام أيضا في مجموعة من الاغاني المصورة " لكليبات" مثل "علال الطاكسيستا" للمخرج محمد أمين بنعمراوي ،وأغنية أخرى لفنان الراب الالماني-المغربي " ياسر " والتي أخرجها فابيان بومغرتنر .

لا أعرف متى بدأت هيام مشوارها الفني ، لكن يمكن لي أن اجزم أنها حديثة العهد ، ورغم ذلك فقد ذاقت رحيق الكثير من أصناف الفن من موسقى ومسرح وسينما ،يقول الفنان و الممثل المقتدر مصطفى اينيض من هولاندا " إذا طلب مني شخصيا أن أصنف هذه الفنانة الواعدة وانطلاقا من الاعمال التي شاركت فيها أقول أنها مازالت في بداية الطريق ويجب أن تصقل مواهبها لتذهب إلى الابعد . ولا يمكن لها أن تحقق هذا إلا إذا اشتغلت مع ممثلين ومخرجين أكفاء طبعا ، ففي ريفنا الكبير ومع الاسف نلاحظ وتقريبا أن الكل يعتبر نفسه ممثلا وكاتبا ومخرجا وناقدا رغم انه لم يتخرج منا أي أحد من معهد عالي أو ذهب وعاد إلينا بتجربة يمكن الاعتماد عليها ، إلا بضعة أشخاص يمكن عدهم على رؤوس الاصابع أو أقل من ذلك ".


"أمام الفنانين الريفيين –يضيف اينيض- طريق صعبة وشاقة حيث لا يمكن قطعها دون المثابرة والبحث والتحصيل . الفن الراقي يحتاج إلى التحصيل والدراسة والمطالعة والاجتهاد لأننا وفي الاخير لم يلد أحد منا فنانا .
هيام لمسيسي مطالبة أكثر مما مضى بالاجتهاد والمطالعة والبحث حسب كاتبنا و ممثلنا المتميز دائما " أينيض" لانها الوسائل الوحيدة التي يمكن أن تفتح لهيام أفاق جديدة ورائعة في مستقبلها الفني . فالشهيد سيذي محمد أمزيان ذاع صيته وهو على صهوة فرسه ولم ينزل إلا بعد أن تلقى رصاصة في صدره.
هذا ما أعتبره أنا – أينيض- شخصيا إيمانا بالقضية ، فلتؤمن هيام وكل الفنانين الريفيين بقضيتهم ....إذا ويعانقوا الفن كما يجب .
اعتمدنا على ما شاهدناه من أعمال لصديقتنا هيام ، لتحرير هذا المقال "البورتريه" المتواضع ونعتذر للفنانة هيام إن كنا قد قصرنا أو أخطأنا في حقها ..ايتها العزيزة
. ولنا عودة مع وجه آخر من وجوه الفن في تامازغا .
