شخصيات سياسية وحقوقية تَسْتَشْرِف ملامح العالم بعد كورونا في ندوة دولية بالناظور


ناظور24 : متابعة
كتب : محمد زريوح



“أي عالمٍ نريد في المستقبل! أين نحن ذاهبون!” بهذا التساؤل استهل الوزير السابق عبد السلام الصديقي، أشغال ندوة دولية أقامها مركز الذاكرة المشتركة من أجل السلم والديمقراطية، أمس الثلاثاء، على هامش فعاليات النسخة العاشرة للمهرجان الدولي للسينما بمدينة الناظور.

وشارك في تأثيث الندوة التي تمحور موضوعها حول “عالم ما بعـد كوفيد-19″، نخبة من الشخصيات السياسية والحقوقية وطنية عربية ودولية، ضمنها المؤرخ عبد الله بوصوف، إلى جانب الوزيرة الريفية السابقة في الحكومة الفرنسية نجاة بلقاسم، إضافة إلى متخصصين وباحثين أكاديميين مغاربة، عرب وأجانب.

ولم يفوّت رئيس مجلس الجالية عبد الله بوصوف، في معرض مداخلته ضمن أشغال الندوة، فرصة الإشادة بسطوع نجم سليلة الناظور نجاة بلقاسم، في سماء بلد الحريات الثلاث، التي بصمت على مسار سياسي متميز، بحيث أهداها تذكارا فنيّا تكريما وتقديرا لها باعتبارها واحدة من الشخصيات المغربية المرموقة بديار المهجر.

وقدّمت نجاة بلقاسم نفسها مديرةً لمنظمة دولية تسعى إلى تقليص الفقر في أرجاء العالم، مُنتقدةً في مدخلتها تهافت الدول على الاستحواذ على الكمامات الواقية والأدوية في زمن الوباء، ذاكرةً قصور التعاون الأمريكي والصيني باعتبارهما دوليتن عملاقتين، مشيرة في الوقت نفسه استحواذ الدول العظمى على حصة الأسد من الأدوية واللقاحات الناجعة في مواجهة الجائحة الفتاكة.

فيما في معرض مداخلته، دعـا الدكتور الجامعي مصطفى بوسمينة، إلى ما وصفه بالاندماج الاقتصادي بين الدول الواقعة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، على اعتبار أنه خيار حتميّ لا بديل عنه، مردفـاً أن القارة السمراء تمس حاجتها لكل شيء بينما القارة العجوز في حاجة لمزيد من الفكر الخلاف، داعيا إلى التعاون وتكاثف الجهود بين القارتين”.

من جانبه، أبرز في مداخلته حسين شعبان، بوصفه أستاذا جامعيا وإعلاميا، كيف أدت الوضعية الوبائية في أرجاء المعمور، إلى بروز قضايا شائكة وعصيّة جمّة، كالإتجار في البشر وتجارة الأسلحة واللقاحات والأدوية في مقابل تراجع القيم الإنسانية كالتضامن والتآزر.

بينما اعتبر من جهته دومنيكو، ممثل جامعة غرناطة، أن تطوير المنظومة التعليمية هو الضمان لعدم العودة إلى سابق العهد ما قبل كورونا، داعيا في الحين ذاته إلى خلق منطقة تتجاوز أوروبـا الصغرى وكذا التعامل مع أفريقيا والمغرب الكبير، وخلق تواصل ما بين شباب ونخب الضفتين.

وارتكزت مداخلة عبد الله بوصوف، حول مسألة الهجرة التي أبرز كونها ظاهرة أزلية لم تكن المقاربة الأمنية حلا ناجعا لوقف نزيفها عبر التاريخ، مبيّنا أن هذا المعطى يسهم في اقتصاد بلدان الشمال والجنوب سويـةً.

مـورداً أن التكهنات في زمن الجائحة التي خيّمت بشبحها على العالم اتجهت إلى أن تحويلات المهاجرين ستعرف تراجعا مهولا، غير أنها شهدت ازدهارا ملحوظا، مُنوّها بحسّ المسؤولية لدى المهاجرين إزاء الشرائح المتضررة في زمن كورونـا، مسترسلا “نحن جميعاً في خندق مواجهة الجائحة، ما استوجب أن نكون شركاء في الوطن، حيثما كـان هذا الوطـن”.