
ناظور24 : زلفة أشهبون
كثيرا ما تستفزني مقالات صحفية وتوضيحات تزيد طينة الناظور بلة فأجدني مضطرة على الكتابة، وكلما قررت التغاضي على أمر فاسد جاء المفسد وذكرني بها، ففي تصريح للمدعو سليمان حوليش الذي تحدث عن العاهرات ومراكز لحمايتهن وتوفير الشغل والدخل القار لهن، تساءلت ترى هل ما بدى لي من حسن نية في التصريح صحيح أم أن لسليمان في قوله غرض ما في نفسه.. أم أنه كصاحبه الهدهد رئيس المجلس كثير الترحال والسفر والاستجمام فلا يدري أي ريح هبت وألقت به في المركب الثقافي ليحدثنا فجأة عن العهر واصلاحه..
والسلم الاجتماعي والامن الروحي.. وعن أي سلم وأمن يحدثنا، هل تراه يقصد السلم الذي يلقاه المواطن عندما يقصد ادارتهم، أم الرعب عفوا الامن الذي نعيشه في المدينة، حيث صار كل شيء يرعبنا حتى "أفيردا"..
فقد صرنا نخشى أكل ما أنعم الله علينا من خضر وفواكه صيفية خوفا من غضب واضراب عمال النظافة الذين يستحقون منا الاحترام والتقدير لما يقدمونه من تنازلات صحية مقابل سلامتنا.. ومقابل سلامة أهلهم وسلامة شروط عملهم أتساءل هل للمجلس البلدي علم باضرابهم عن العمل..!!
يبدوا أن سليمان حوليش لم يقم بزيارة الشوارع الرئيسية في المدينة منذ مدة، وفي الاصل هما شارعان فقط ليس لنا غيرهما كما ليس لنا مجلس بلدي آخر للاسف الشديد.. وبدل أن يحدثنا عن العهر وحله ويمر مرور الكرام على أمر العاطلين عن العمل كما اعتاد أصحاب المجلس المرور على الحدائق اليتيمة في المدينة والروائح الكريهة في شوارعها بتكدس الازبال في كل زواياها كتكدس أموالهم تماما، فلكل رائحة كريهة..
و بما أنه أراد المشاركة في السلم الاجتماعي كان الاجدر أن يحدثنا عن الازقة والمداشر التي عرفت انقطاع الكهرباء مايزيد عن اسبوع، هنا وجب التفكير في الامن الجسدي والروحي حيث تجنب الكثيرون الذهاب للمساجد لتأدية صلاة الفجر بسبب الظلام الحالك..
وعن السلم الاجتماعي كان عليه أن يحدثنا كذلك عن أمر السوق المحترق والنادي البحري المزمع هدمه والتشرميل المنتشر دون أمن والفوضى المنتشرة في المدينة بفعل العربات والفراشة..
وبالمرة يحدثنا عن الملك العام والشرطة الادارية كيف تصادر سلعة بائع "تيغواوين" وتتسبب في موته في حين تغاضت عن الطاولات والكراسي التابعة للمطاعم المتواجدة في الشوارع المقابلة لسوق المركب التجاري المرتبة على طول الطريق.. ربما يخبرنا أن الجمعيات في غنى عن الطاولات لكنها بأمس الحاجة الى كم كيس من "تيغواوين" شرد كبير العائلة ويتم صغيرها وضاع قوت يومهم..
عن السلم الاجتماعي أيضا يا حوليش، كان لزاما عليكم الحديث عن أمر المهاجرين في الميناء كم أهينوا وأتعبهم الانتظار واللا نظام في تسيير خدمة العبور.. هذه الخدمة التي أعتمدتموها فقط في عد عدد الوافدين الى أرض الوطن وعدد اليورو المحول الى بنوك الوطن.. ولو أعتمدتم خدمة العبور من أجل الوطن كنتم أعددتم الجديد فيه و أسعدتم المهاجرين الفارين يوما من الوطن نحو الغربة لكسب قوتهم.. لو أنكم خدمتم فعلا الوطن وخصوصا الناظور كان المغتربون أسعد وهم يفكرون في العودة والاستقرار والعطاء لتراب الوطن بدل المهجر...
عن السلم والامن والروح والوطن، لم يسمع لكم صوت يا سليمان عن رداءة خدمة ادارة الماء الصالح للشرب خلال فترة الصيف التي كانت تسقينا الماء بتقنية قطرة قطرة لكل بيت، وفي البيت نقتسم القطرات.. ثم تثقلنا نفس الادارة بفاتورة يحيرنا العدد متى استهلكناه وأغلبنا يبحث عن الخطأ أين يجده ربما يتم اصلاحه وتداركه قبل الفاتورة الاخرى..
أين المجلس البلدي من كل هذا؟..
أين صاحب انشاء مركز للعاهرات من مركز علاج السرطان ومن خدمة تحت الصفر داخل المستشفى الحسني..
ومن الطرق الرئيسية المحفرة والطرق المعبدة وغير المعبدة والمرقعة و غيرها...
كم نحتاج لتغييرات واصلاحات مهمة انطلاقا من مجلسكم وصولا الى شوارعنا فلا أحد قرأ لكم حديثا عن الازبال و المدينة تعيش تحت أنقاض العفن منذ الشهر الكريم مر عيد الفطر ولم تحركوا ساكنا ثم عيد العرش و ثورة الملك والشعب و عيد الشباب..
أعياد مرت وصيف انتهى وزيارات أجلت والرائحة لا تزال تستغيث ومن يغيثها وهم الى العهر واصلاحه عنها منقلبون..
لقد تعلمنا من صمتكم واهمالكم تجاه الناظور أنه لا يضيع حق وراءه طالب وحقنا أن تعملوا من أجل المدينة فقط أو ترحلوا عن مكاتبها وهذا مطلبنا الشرعي لتحقيق السلم الاجتماعي والامن الروحي..