
بقلم : حسن أبوعقيل - الولايات المتحدة
أولا أحيي كل المغاربة الذين حاولوا جمع شمل الجالية المغربية في العالم وأمريكا على الخصوص وكانت لهم الرغبة الأكيدة في خدمة مغاربة المهجر والتخفيف عنهم من مصاعب الغربة ومصائبها وما يصادفهم من توثر إزاء بعض الممارسات العنصرية وكذا سلوكات بعض المغاربة أنفسهم التي تشكل عائقا في إدماجهم وسط المجتمع الأمريكي رغم أن البعض يحمل الإجازة من الجامعات المغربية وكما يقال على أنهم في مستوى ثقافي لا بأس به .
فحسب التجارب المتواضعة في مجال العمل الجمعوي شاء القدر أن نلتقي بنماذج بشرية كانت السبب المباشر في حل أندية وجمعيات وخلقت الخلاف والشتات من خلال أسلوب يعرف بالدارجة المغربية " العياقة " ومحاولة فرض نفسها عنوة و إبقائها على كرسي رئاسة الجمعية أو النادي وفرض برامج على أبناء الجالية دون إخضاعها إلى التصويت المتعامل به والجاري به ديمقراطيا .
وقد اكتشفنا مع البعض منهم محاولات التشهير والإساءة لأبناء الوطن لا لشيء إلا لأنهم يخالفونهم الرأي ولأنهم أنجب منهم جمعويا والأقرب حبا للناس .
مؤخرا بدأت تتحرك هذه النماذج من أجل السطو على العمل الجمعوي بتأليف فرقة لا تزيد عن سبعة أفراد ليطلق عليها في الغد إسم جمعية (؟) تهتم بشؤون المغاربة فأهلا وسهلا ومرحبا !!!!!!
فالأبواب في هذا المجال مفتوحة قد يدخلها العموم والخواص عند الإفتتاح لكن ما هو الجديد أو مااستجد في الساحة حتى تهرول نفس الوجوه الفاقدة لمصداقيتها لتقود مغاربة - على رؤوس الأصابع - باسم الجالية ؟ وحسب استطلاع للرأي الذي شمل الكثير من الأسر المغربية أجمعوا على أنه لا فائدة في جمعية عاقر أي كما يقول المثل " العشا الزين ريحتو عاطية من العصر " لا أنشطة تهم بالدرجة الأولى مصالح أبناء الجالية ولا رفع العلم المغربي في التظاهرات الثقافية وأهم المناسبات ولا دعم القضايا المصيرية كما هو الحال للوحدة الترابية من خلال وقفات احتجاجية او مسيرات سلمية على غرار مغاربة العالم ولا يفقهون معنى إدماج الجالية في ثقافة دولة الإستقبال والإستفاذة من تقدمها او العمل على فتح الحوار والتحسيس بماهية المغاربة في مجال التسامح والتلاقح .
فالنماذج التي تحدث عنها أبناء الجالية خالية من عنصر الثقافة الجمعوية بل عقيمة لدرجة لن تستطيع جلب مستثمرين إلى داخل الوطن ولن تحارب الفقر لأنها في حكم فاقد الشيء وليست لديها مشاريع داعمة . وحتى لا نرى فقط لنصف الكأس الفارغ لابد وأن نرى كذلك لنصف الكأس الممتلئ والذي يتجلى في بعض الجمعيات والأندية التي نعرفها ونحترمها ونقدر انشغالاتها واهتماماتها بمصالح البلاد والعباد من خلال خدمة الجالية المغربية على مستوى ترابها وأذكر على سبيل المثال نادي واشنطن الذي لا يزال يقدم الكثير والكثير وارتبط إسمه برياضة كرة القدم ثم المجال الثقافي وانشغاله بقضية الصحراء المغربية ويأتي الكونغريس المغربي الذي عزز ساحة الجالية المغربية بأنشطة مكثفة عرف من خلالها بقضية الصحراء المغربية وقام بدور فعال في التحسيس بخطر أعداء الوحدة الترابية وطالب بإطلاق سراح المحتجزين في مخيمات العار وهناك جمعيات وأندية قامت بترتيب البيت المغربي وأعطته ما يستحقه من اهتمام من خلال لقاءات كبرى حضرها شخصيات أمريكية من البرلمان ومجلس الشيوخ
فهل النماذج البشرية المتطفلة ستستفيذ من خبرات من سبقها في المجال الجمعوي وتفتح قنوات الإتصال لتتعلم بأن خمسة أيام لا تمكن الفرد من أن يصبح على رأس جمعية أو نادي في مستوى طموحات الجالية خاصة في امريكا .