عند شاطئ" سيذي البشير" المنسي تولد كل صباح موجة..وتسقط من سماءه كل ليلة نجمة..


محمد بوتخريط


عندما تهب الرياح الصيفية في المحيط، تصقل شواطئ شبذان أحجارها وتنثر رملها في موسم الذروة من بداية يونيه إلى منتصف سبتمبر..
لكن، لا يخفى علينا أنهذهالمنطقة شأنها شأن مختلف مناطق الريف تعاني من نقص جلي واضح في الخدمات وتعاني من بنية تحتية متهالكة وتفتقر للكثير من المرافق ،تعاني من تجاهل الحكومات المتعاقبة على البلاد، منذ عقود حتى الآن، وبدأ التهميش يتضح أكثر فأكثر مع تمركز جميع الأجسام الادارية ومؤسسات الدولة في شرق البلاد..
منطقة منسية بامتياز،رغم أنها تتميز بسحر الطبيعة في جميع تفاصيلها، من الجبال والوديان والبحار والسماء والأشجار وغيرها الكثير...

نسأل مرة تلو الأخرى عن غياب مثل هذه الاماكن عن أجندات المسؤولين رغم ان المنطقة تُشرف مثلا على أجمل الشواطئ في البلد.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر شاطئ ''سيذي البشير'' ،شاطئ يتواجد بدوار يُدعى "ثماضت" بجماعة البركانيين، بين جماعتي أركمان ورأس الماء .
شاطئ بمؤهلات طبيعية كثيرة ،وبمواصفات قل ما تجتمع في شاطئ واحد ،مواصفاتتجمع بين السياحة الشاطئية والجبلية والسياحة الايكولوجية .
مكان يبعد عن شاطئ رأس الماء بما يقارب العشرة كيلموتر .شاطئ سبق لمجلة أمريكية (يوردينغ ماغازين) أن صنّفته في السنوات القليلة الماضية ضمن أجمل عشرة شواطئ في العالم، لِما يتميّز به من خصوصية وجمالية طبيعية خاصة .

لكنورغم هذه المؤهلات الطبيعية الا أنه “شاطئ “منسي يعاني من عدة مشاكل لعل أبرزها البنية التحتية، ليبقى شاطئا محاصرا ومعزولا بسبب وعورة المسالك الطرقية المؤدية اليه، الشيء الذي يعد عائقا كبيرا أمام الراغبن في زيارته ، هذا ناهيك عن التجهيزات الاخرى المنعدمة تماما سوى من بعض "البراقات" كمطاعم موسمية!!

لا توجد أي معلومة متاحة عن الشاطئ وجماله وروعته والكنوز الثمينة فيه من طبيعة خلابة ومياه صافية خالية من التلوث البحري.
الغريب أن المسؤولين في المنطقة يتحدثون حالياً على فتح المجال للسياح! ..لكن الا يحتاج هؤلاء السياحإلى معلومات تعرف بهذه الاماكن وموقعها وكيفية الوصول إليها.

لماذا لا يتم استغلال هذه المناظر الطبيعية الخلابة في تنمبة المنطقة؟
لماذا لا يتم البحث مثلاعن منافذ وخيارات أخرى وتسويق فلسفة سياحية جديدة من شأنها أن تدر ارباحا على إقتصادية المنطقة، كالسياحة الايكولوجية مثلاكقطاع جديد له مردود اقتصادي واجتماعي مهم فضلاً عن دوره التثقيفي بإثراء عناصر الطبيعة وتنوعها ؟
هذا خاصة وأن السياحة الشاطئية لم تعد تشكل عنصراً جذابا للسياح كما قبل ، فالبحر والشمس كادا يستهلكا كمصدرين سياحيين !
وهذا الشاطئ المنسي "سيدي البشير" قد يفي فعلا بالغرض لما يمتلكه من مناظر طبيعية مدهشة ومساحات مفتوحة طبيعية تمتزج في تناغم تام مع قمم جبال سبعة رجال المرتفعة؛ والتي يمكنك صعودها لترى الغيوم عن قرب شديد وكأنها جزء من الجبل الذي تقف عليه بالإضافة لمشاهدة المناظر الخلابة من أعلى والإطلالات المذهلة..

خلاصة الحكاية..
شاطئ "سيدي البشير" ومعه منطقة شبذان بأكملها ، بحاجة للكثير من العمل والبرامج التنموية الإقتصادية للنهوض بها وتحقيق الإستقرار لأبنائها وسكانها - أو المنسيون كما يصفون حالهم-وبحاجة لأبنائها لإيصال معاناتها وشكواها وأنينها لمواقع المسؤولية والقرار.