في خِضمِّ الجائحة (48): كوارث مندوبة الصحة بالناظور

الجزء_الأول



كتب: عبد المنعم شوقي

في الوقت الذي تجندت فيه بلادنا قاطبة لتأهيل المستشفيات و تجهيزها حتى تكون قادرة على استقبال و علاج مرضى كوفيد -19, تأبى مندوبة الصحة بالناظور إلا أن تغرد خارج السرب و تقبل على مجموعة من التصرفات الجسيمة التي تنتهك بها كل الأخلاقيات و كل القوانين المنظمة لمجال الصحة .
و قبل الحديث عن تجاوزات هذه المندوبة التي ابتلي بها إقليمنا , أريد من باب العدل و الإنصاف أن أقدم كامل التقدير و الإشادة إلى الأطر الإدارية و الطبية و التمريضية بالمستشفى الحسني , و الذين بذلوا جهودا عظيمة في سبيل تحسين جودة الخدمات بذات المؤسسة عموما , و في سبيل محاصرة فيروس كورونا المستجد على وجه الخصوص.
فلعلمكم أيها الأحبة الكرام أن مندوبتنا "الموقرة" قبل انتقالها إلى الناظور, كانت تشتغل بإقليم الدريوش .. و هناك كانت تمتلك المعنية بالأمر تاريخا أسودا حافلا بالمشاحنات و المطاحنات و سوء العلاقات مع السلطات و المنتخبين .. و عليه, فإن انتقالها إلى الناظور لم يكن أبدا بشارة خير أو دليل فأل حسَنٍ منذ اليوم الأول. و لعل أولى نذائر الشؤم تجلت في مبادرتها إلى إصلاح مكتبها الذي تكلف ميزانية تفوق 30 مليون سنتيم في الوقت الذي يعاني فيه مرضانا الأمرين للحصول على أبسط الأدوية و المستلزمات العلاجية من إبر و ضمادات و غيرها .. فبالله عليكم كيف يمكننا تقبل صرف مثل هذا المبلغ الخيالي في أمر ثانوي بينما كل المجالس المنتخبة و الأعيان يحاولون دعم المستشفى الحسني بالمُعدات و الأجهزة سعيا منهم المردفات المردفت

و من كوارث السيدة المندوبة أيضا إصرارها على تنقيل أحد الموظفين من الدريوش إلى الناظور, و هو الانتقال الذي طالما تساءل الرأي العام حول دوافعه الخفية ليتضح فيما بعد أن صاحبنا ترشح لمنصب المقتصد الإقليمي بالناظور خلفا للدكتور محمد بولعيون الذي بلغ سن التقاعد. و قبل أن أكمل لكم بقية القصة أود التوقف هنا قليلا لأثني على عطاءات الدكتور بولعيون الذي خدم قطاع الصحة بالناظور بكل تفان و إخلاص و نكران للذات حتى اكتسب محبة و تقدير الجميع, و حتى صار نموذجا يقتدى به في الجدية و الحكمة و حسن التدبير ..
و رجوعا إلى صاحبنا المنتقل إلى الناظور بوساطة من مندوبتنا "المحترمة", فقد استطاع المعني بالأمر الحصول على مراده و كسب منصب المقتصد الإقليمي بطريقة يشوبها الكثير من الغموض و العديد من التساؤلات ... فصاحبنا هذا بتخصص الفيزياء نجح في الظفر بالمنصب رغم تواجد مرشحين آخرين بتخصص الاقتصاد و الإدارة .. بمعنى إقصاء ذوي الاختصاص في مقابل اختيار توجُّه غير ملائم تماما للمنصب المُتبارى عل
و لعل ما أثار انتباهي في تتبعي لهذا الموضوع هو الصمت المريب لأحد المترشحين الذي سبق و رفع شكاية في هذا الشأن إلى الوزارة المعنية , و لكنه تراجع و تهاون عنها بعدما تسلم من السيدة المندوبة سكنا وظيفيا داخل المستشفى الحسني .. و هنا لابد لي أن أشير أن صاحبنا هذا لا يستحق بتاتا هذا السكن باعتباره موظفا إداريا يغادر المستشفى في حدود الرابعة زوالا على أبعد تقدير , و أن هناك من الأطباء و الممرضين المُداومين ليلا و نهارا مَن هم أولى و أجدر.
و لم تقف كوارث مندوبتنا "المحترمة" عند هذا الحد .. بل عملت أيضا على تنقيل عنصرين آخرين إلى الناظور أحدهما من العروي و الآخر من آفسو .. و قد ترك الإثنان مكانيهما شاغرين دون تعويض في مقر عملهما السابق مما أثار سخط الساكنة هناك , و مما أثر سلبا على مردودية المَرفقين الصحيين بتلك الجماعتين. و كالعادة, سيتضح فيما بعد أن هاذين المحظوظين ستعطى لهما فرصة التقدم لمنصبين هامين رغم كونهما مرتبين في السلم التاسع , و رغم تواجد من هم مصنفون في السلم العاشر و من هم أجدر بالمسؤلية .