مهنية المخابرات المغربية تفك لغز شبكة مخدرات وتطيح بخلية إرهابية


مهنية المخابرات المغربية تفك لغز شبكة مخدرات وتطيح بخلية إرهابية
متابعة


في وقت متزامن تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من فك لغز شبكة للمخدرات والإطاحة بخلية إرهابية، ويتعلق الأمر بإجهاض عملية كبيرة لتهريب المخدرات، لا تقل عن سبعة أطنان. كما تم في الوقت نفسه تفكيك خلية إرهابية من خمسة عناصر كانت تعد لمخططات إرهابية وتأكد ارتباطها بتنظيم داعش الإرهابي.

رغم أن العمليتين منفردتين ولكل مجال رجالاته المتخصصون، غير أن الأقدار شاءت أن تتم العمليتان في وقت متزامن، في دلالات رمزية كبيرة، ان هذه المؤسسة الأمنية تمكنت من اقتحام مجالات الجريمة المتعددة، بل التميز في العمل، حيث أظهرت المخابرات المغربية حنكة ومهنية نادرتين، إذ يتميز عملها بالإتقان وتتبع خيوط الجريمة بصبر وأناة.

واستطاع المكتب المركزي منذ تأسيسه، أن يشكل الغطاء القانوني للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بمعنى تسهيل مأمورية جهاز المخابرات في معالجة قضايا الجريمة وتسهيل مساطير التوقيف والتحقيق والتقديم أمام المحاكم، وأبان فعلا أن البلاد كانت في حاجة إلى تطوير المؤسسات والمسطرة القانونية.

وكشفت العمليات الأخيرة عن ممارسة أمنية متقنة ومهنية تعبر عن علو كعب هذا الجهاز في رصد الظواهر الإجرامية ومعالجتها، ومطاردة مرتكبيها أو من ينوون ارتكابها، وبفضل هذه الحنكة والمهنية تم تجنيب بلادنا نتائج كارثية كان يسعى إليها المجرمون، سواء كانوا من شبكات المخدرات، التي تقتل بالتقسيط أو شبكات الإرهاب التي تقتل بالجملة.

الجريمة سواء كانت ترويجا للمخدرات على نطاق واسع أو محاولات لارتكاب عمليات إرهابية، هي استهداف لاستقرار الوطن وطمأنينة المواطن، كما لا ينبغي أن ننسى تعاون تيارات الجريمة، حيث أكدت الوقائع أن العديد من التنظيمات الإرهابية تعتمد على الاتجار في المخدرات قصد تمويل مشاريعها التخريبية، كما تعتمد شبكات المخدرات على الخلايا الإرهابية كزبون مهم لترويج بضاعتها.

التعاون بين الخلايا الإرهابية وشبكات الاتجار الدولي في المخدرات لم تعد سرا بل أصبحت أمرا مكشوفا، ويكفي الإطلالة على منطقة الساحل لتجد أن الإرهابيين يتعاونون مع تجار المخدرات ومع تجار البشر والدعارة وغيرها من أنواع الجريمة.

الخبرات التي اكتسبتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على مدى سنوات في مكافحة الجريمة، تعتبر اليوم كنزا ثمينا في حماية الأمن والاستقرار، وهي اليد الضاربة على طول البلاد وعرضها لمراقبة شبكات الجريمة بمختلف أشكالها وأنواعها، معتمدة مفهوم الضربات الاستيباقية، باعتبارها الوسيلة الناجعة لحماية الوطن قبل أن يمر المجرمون إلى تنفيذ جرائمهم.