وجهٌ مِن الناظور (23): الفقيد الحاج محند الرحموني



بقلم: عبد المنعم شوقي

تحدثنا في الأعداد السابقة عن مجموعة من الفقهاء و القضاة و الأساتذة الأجِلّاء.. و الأكيد طبعا أننا سنواصل الكَشف عن أسماء أخرى خدمت هذه المجالات بكل تفان و إخلاص.. و لكن أيها الأحبة الكرام، دَعونا أيضا نستحضر عددا من الأعيان الذين تركوا بصماتهم خالدةً في ميادين شتّى، فنالوا من الاحترام و التقدير ما جعل أسماءهم محفوظةً بكل فخر و اعتزاز.

و عليه، فقد اخترنا لوجه هذا اليوم الفقيد الراحل الحاج محند الرحموني... و حين نقول بأن هذا الأخير كان من الأعيان، فعلينا فعلا أن نُسطر بخط عريض على كلمة "الأعيان" لأن أمثال الحاج الرحموني رحمة الله عليه هم الذين رفعوا من شأن هذا المصطلح و بوّؤوه المكانة اللازمة به.

يعلَم الجميع أيها الأصدقاء أن الراحل كان رئيسا سابقا لمجلس جماعة الناظور.. و كان خلالها نِعمَ المسؤول الذي يحترم شخصية مؤسسة الجماعة الترابية.. استقبالات المواطنين بحفاوة داخل الإدارة.. التوقيعات بمقر الجماعة وليس في المقاهي كما شاهدنا في ولاية الرئيس المعزول.. لقد كان الفقيد يحترم اختصاصات كل مصلحة على حدة من مصالح الجماعة.. فلا يتدخل في رخص البناء، ولا في رخص التجارة ولا غيرها.. بل كان يسند الأمر إلى المصالح المعنية لتباشر مهامها و تتحمل مسؤولياتها. و الغريب في الأمر أن الراحل لم يسبق له في ولايته أنِ استفاد من لتر واحد من الوقود المدفوعِ ثمنُه من مالية الجماعة في تنقلاته.
هكذا احترم الراحل نفسه و أخلص في عمله حتى كسب احترام الناس و تقدير الجميع.

و بالإضافة إلى رئاسته لجماعة الناظور، فقد شغل الحاج محند الرحموني رئاسة الجمعية الاجتماعية والثقافية لعمالة اقليم الناظور التي لعبت دورا كبيرا في دعم مجموعة من المبادرات الانسانية والانشطة الهادفة والجادة قبل أن يخلِفه في منصبه الأستاذ عبد القادر سلامة. و قد شكل الراحل مع مجموعة من أعيان المدينة فريقا قويا و داعما لمثل هذه الأنشطة، و نذكر من بينهم الحاج عمرو بوطيب، الحاج بوزيت، الحاج بنطاهر، الحاج عمر أوراغ، الحاج مولود أزواغ، الحاج أحمد المكاوي، الحاج امبارش أدغال، الحاج بوديح، الحاج أحمد الشرقاوي المعروف ب "اروان"، الحاج مصطفى الحموتي، الحاج بومدين الحموتي، بوتنعاش مولود، الحاج عمر أزيرار، الحاج القطبي، الحاج عبد القادر النحال، الحاج عبد السلام النحال، الحاج الماحي الطيب خالد وأشقاؤه، الحاج الحليمي المعروف ب "الزعيم"، أمقران اعماروش، الإخوان بنعمر، شعيب أشلحي و غيرهم كثيرون سنأتي بإذن الله على تناول سيَرهم متى سنحت لنا المناسبة و الفرصة.

و لا يفوتني التذكير أيضا بالدور الفعال الذي لعبه المرحوم في الدعم المادي و المعنوي لمركز تصفية الكلي.. و كذا ليتامى و نزلاء مركز الخيرية الإسلامية بالناظور، علاوة على مساهماته الكثيرة و الجليلة لفائدة دار العجزة أين كان رفيقا رحيما بمُسناته و مُسِنّيه.
كل هذه الأعمال الإنسانية النبيلة جعلت اسم الفقيد الحاج محند الرحموني يكتسي بالغ الأثر في نفوس الساكنة دون استثناء.. لقد عاش بسيطا و رحل بسيطا ليحمل معه الدعوات الطيبة للمرضى و اليتامى و الفقراء و كل من عايشه و عرف قدره.
رحمك الله أيها الطيب العزيز، و أسكنك فسيح جناته، و رزق ذريتك الصلاح و النجاح.. إنه سميع مجيب.






وجهٌ مِن الناظور (23):  الفقيد الحاج محند الرحموني